14. يوليو 2023„يتطلب الأمر ثلاثة أشياء: الشجاعة والقوة والقلب“
يتنوع البرنامج التابع لمكتب زينيورنبوروس نورد (Seniorenbüros Nord)، في المبنى الرائع لجمعية جايسرهاوس (GeyserHaus e. V.) المسجلة، في لايبزيج: يشارك زواره في دورات اللغة الإنجليزية والكمبيوتر والهواتف الذكية، أو يجتمعون بانتظام لتناول الإفطار وعقد الفعاليات الثقافية. ومع ناديا نيبروجه، دعونا كبار السن وضيفين إلى حلقة نقاشية ظُهر يوم 22 مارس المشمس، حيث تحدثوا عن فرارهم من سوريا، ووصولهم إلى ألمانيا، وإقامتهم فيها. وسأل كبار السن أنفسهم „ما هو الشعور الذي يعتري المرء عندما يغادر وطنه، وكيف يتلمس طريقه في البلد الجديد؟“ فَرِحَ بهذا الاهتمام مها وأحمد، اللذان جاءا إلى ألمانيا من سوريا، منذ ما يقرب من سبع سنوات، وبدءا يتحدثان عن تجاربهما الشخصية. حيث جاءت مها مع ابنها ‑البالغ من العمر 17 عامًا- إلى ألمانيا، عبر تركيا واليونان، والعديد من المحطات الأخرى، سيرًا على الأقدام، في حافلات مزدحمة، وعلى متن قوارب محطمة. وعاشت هنا لأول مرة في دورتموند وكيمنتس وتورجاو، قبل أن ينتهي بها المطاف في لايبزيج. وقالت إنه لم يكن لديهم خيار في واقع الأمر. إلا أنها تعيش الآن حياة سعيدة هنا.
في أجواء مريحة مع القهوة والكعك، أُلقيت نظرة فاحصة على الكليشيهات، وحُطِّمت التحيزات، واكتُشفت أوجه التشابه. وتذكر كبار السن واللاجئون ماضيهم معًا، في سوريا، وفي جمهورية ألمانيا الديمقراطية (DDR). لقد تغير الكثير بالنسبة لها منذ ذلك الحين، ويتطلب الأمر شجاعةً وقوةً وقلبًا؛ ليتلمس طريقه في مكان آخر. وأبدت السيدات من مكتب زينيورنبوروس (Seniorenbüro) إعجابًا ومودة كبيرين تجاه ضيوفهن السوريين، حيث رحبن بهم بأذرع مفتوحة وفضول بالغ. يقول أحمد، الذي يتحدث الألمانية بامتياز، ووجد عملاً كمساعد بحث علمي، ويُدرِّس معلوماتية الأعمال في جامعة هالي: „لقد كونتُ صداقات، واندمجت جيدًا، لكنني أشعر بالحنين إلى الوطن“. من المؤكد بالنسبة له أنه: يود العودة لوالدته وإخوته في سوريا، حالما يصبح ذلك ممكنًا، ويسود السلام في وطنه. وتعجبه الأجواء في لايبزيج، وهو ممتن جدًّا لما تلقاه من تدريب جيد ومساعدة. ومع ذلك، فإن الحياة مختلفة للغاية، على حد قوله. „سأظل سوريًّا إلى الأبد – إذا لم أعُد، وأعيد بناء وطني، فمَنْ سيفعل؟“ في حين ظلت مها مترددة: „وطني حيث يوجد ابني. وهو من يقرر كيف ستجري الأمور بعد دراسته“. هي نفسها ما تزال تبحث عن وظيفة مناسبة، وليس لديها الكثير من العلاقات مع الألمان بعد. لكن الأمر الإيجابي أنها غادرت المناقشة، ومعها دعوة لحضور اجتماع الإفطار التالي في مكتب زينيورنبوروس.